دخل حمار مزرعة رجل . . وراح يأكل من زرعه الذي تعب في حرثة وبذرة وسقيه . .
كيف يخرج الحمار ؟؟
أسرع الرجل إلى البيت . . جاء بعدة الشغل . . الحكاية ما تحتمل التأخير
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون . . ( يا حمارأخرج من مزرعتي ) .. ... ثبت الكرتونة بالعصا الطويلة . . بالمطرقة والمسمار . .
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة . .
(رفع اللوحة عاليا . . وقف على هذه الحالة رافعا اللوحة . . منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس . . ( الحمار لم يخرج . . )
حار الرجل . . ربما لم يفهم الحمار ما كتبت على اللوحة . . رجع إلى البيت ونام . .
في
الصباح التالي . . صنع عددا كبيرا من اللوحات . . ونادى أولاده وجيرانه .
. واستنفر أهل القرية . . صف الناس في طوابير . . يحملون لوحات كثيرة . .
( أخرج يا حمار من المزرعة ) ... ( الموت للحمير ) . . ( يا ويلك يا حمار
من راعي الدار )
وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار ... وبدأوا يهتفون . . أخرج يا حمار . أخرج أحسن لك . .
والحمار . . حمار . . يأكل ولا يدري بما يحدث حوله . . ... غربت شمس اليوم الثاني . .
وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم . . فلما رأوا الحمار غير مبالي بهم . . رجعوا إلى بيوتهم . .
يفكرون في طريقة أخرى ....
في صباح اليوم الثالث . .
جلس الرجل في بيته يصنع شيئا آخر . . خطة جديدة لإخراج الحمار . . فالزرع أو شك على النهاية . .
خرج الرجل باختراعه الجديد . . نموذج مجسم لحمار . . يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي . .
ولم جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة . . وأمام نظر الحمار . . وحشود القرية المنادية بخروج الحمار . .
سكب البنزين على النموذج . .( وأحرقة ). . ( فكبر الحشد ) . . نظر الحمار إلى حيث النار . . ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة . .
ياله من حمار عنيد . . لا يفهم . .
أرسلوا وفدا يتفاوض مع الحمار . . قالوا له . . صاحب المزرعة يريدك أن تخرج . . وهو صاحب الحق . . وعليك أن تخرج . .
الحمار ينظر إليهم . . ثم يعود للأكل . . بعد عدة محاولات . . ارسل الرجل وسيط آخر . .
قال للحمار . . صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحتها . .
الحمار يأكل ولا يرد . . ثلثها . . الحمار لا يرد . . نصفها . . الحمار لا يرد . .
طيب . . حدد المساحة التي تريدها . . ولكن لا تتجاوزها . .
رفع الحمار رأسه . . وقد شبع من الأكل . . ومشى قليلا إلى طرف الحقل . .
وهو
ينظر إلى الجمع ويفكر . . ( لم أر في حياتي أطيب من أهل هذه القرية . .
يدعونني أكل من مزارعهم ولا يطردونني ولا يضربونني كما يفعل الناس في
القرى الأخرى . . )
فرح الناس . . لقد وافق الحمار أخيرا . .
أحضر صاحب المزرعة الأخشاب . . وسيج المزرعة وقسمها نصفين . . وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه . .
في صباح اليوم التالي . . كانت المفاجأة لصاحب المزرعة . .
لقد ترك الحمار نصيبة ودخل في نصيب صاحب المزرعة . . وأخذ يأكل . .
رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات . . والمظاهرات . . يبدوا أن لا فائدة . . هذا الحمار لا يفهم . .
إنه ليس من حمير المنطقة . . لقد جاء من قرية أخرى . .
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار . . والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مرزعة أخرى . .
وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم . .
حيث لم يبق أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار . .
جاء طفل صغير . . خرج من بين الصفوف . . دخل إلى الحقل . .
تقدم إلى الحمار . . ( وضرب الحمار بعصا صغيره على قفاه ) . . ( فإذا به يركض خارج الحقل ) . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تمنياتي للجميع بالتعامل مع الحمير بالعصا وليس بالهتاف والصياح
كما أني أحس بأن تلك القصة تنطبق على واقعنا الحالي كمسلمين..
مع المشاكل التي نعاني منها وخصوصاً إسرائيل
( مؤتمرات..قمم..يشجب ..يندد...يستنك