إن 21 آذار من كل عام هو عيد سر التثليث المستمر منذ عهود الإنسانية الأولى المتمثلة بالإله الأكبر ، والأوسط ، والأصغر .
ففي حضارة بلاد ما بين النهرين البابلية تمثلت بالإله الأكبر " مردوك " والإله الأوسط " مردو " والإله الأصغر " إردو " . وتمثلت في حضـارة الجزيرة العربيـة عهد الجاهليـة بالإله الأكبر
" اللات " والأوسط " العزة " والأصغر " المناة " . وتمثلت في حضارة بلاد النيل عهد " الفراعنة " بالإله الأكبر " خوفو " والأوسط " خفرع " والأصغر " منقرع " . وتمثلت في بلاد فينيقيا بالإله الأكبر " الشمس "
ورمز إليه بإله " الرحمة " والإله الأوسط " الريح " ورمز إليه بإله " الغضب " والإله الأصغر " الماء " ورمز إليه بإله العطاء . وفي حضارة بـلاد الشـام في الوقـت الحـاضر يقـام في 21 آذار من كل عام عيد الربيع والأم والطفل في آنٍ واحدٍ لأن لكل عيد له مقاماته الخاصة .
الربيع : هو عيد الإله الأكبر وفيه استحضار للخصب ، والنمو ، والاستمرار في الإنسان والحيوان والنبات .
الأم : هي عيد الإله الأوسط وفيه استحضار للولادة والحنان والرعاية في المخلوقات الحية جميعاً .
الطفل : هو عيد الإله الأصغر وفيه استحضار للبراءة ، والوداعة ، والطهارة ، في المخلوقات الحية جميعاً .
إن مشتانا الحلوة متمثلة برأفة الأبوة " عيد الربيع " وحنان الأمومة " عيد الأم " وبراءة الطفولة " عيد الطفل " المتجذرة فيها عبر الزمان والمكان .
إن مشتانا الحلوة متمثلة في هذا اليوم من كل عام بروح مشرقة ، ونفس أبية ، وعقل منفتح تستجلي الخير لإنسانها ، وحيوانها ، ونباتها .
إن مشتانا الحلوة تنتظر هذا اليوم المشهود لـه من كل عام آملة أن يعم الخير والبركة والسلام في بلدتنا ، وبلادنا ، وفي العالم أجمع .
إن مشتانا الحلوة تنتظر هذا اليوم العظيم من كل عام ، لكي تعيّد حاملي الحب والمحبة بالربيع الدائم ، والأمومة المحترمة ، والطفولة المرعية .