ماذا حدث لنا.. أصبح مشهداً طبيعياً ومتكرراً أن نرى السادة «المحترمين» أعضاء مجلس الشعب وهم ينهالون على بعضهم البعض بالسب والضرب.. فبعد وقائع سب الدين والضرب بالأحذية والمرأة اللعوب قام بعض النواب بمحاولة التعدى على نائب مستقل لمجرد اختلافه فى الرأى معهم!!
وعندما نسأل نواب المجلس الموقر عن أسباب هذه الظاهرة يكون الرد أن جميع برلمانات العالم تشهد مثل هذه الأحداث! ويتناسون أن هذه التصرفات تكون مجرد تصرفات عابرة وليست سمة من سمات البرلمانات العالمية مثلما يحدث فى مجلسنا الموقر.. والغريب فى الأمر أننا- نادراً- ما نسمع عن محاسبة النواب الذين يسبون ويعتدون بالضرب ويرفعون الأحذية، فأغلب هذه الوقائع تمر مرور الكرام!!
من باب أن «مصارين البطن بتتخانق»، وبعد ذلك يتم التصالح والأمر الذى يدعو للتساؤل لماذا لا نشاهد مثل هذه التصرفات والأحداث فى مجلس الشورى.. هل لأن رئيس مجلس الشورى يُحكم سيطرته على النواب؟ أم لأن أعضاء ذلك المجلس أكبر سناً وأعقل وأكثرة خبرة؟
وأتساءل هل أعضاء مجلس الشعب يعانون من طيش متأخر وعصبية نتيجة فشلهم فى الحصول على وظيفة، أو شراء شقة ٦٠ متراً للزواج، أو يعيش بعضهم فى العشوائيات، أو يعانون من ارتفاع فاتورة المياه والكهرباء والتليفون، أو ندرة أنابيب البوتاجاز، أو يعالجون فى مستشفيات حكومية منتهية الصلاحية أو... أو...؟ ترى هل يعانون من حالة «زهق وملل وتخمة» من كثرة رفع الأيدى بالموافقة؟
أم أن غالبيتهم شعر ببرودة فى أطرافه من قلة المشاركة البرلمانية.. أتمنى أن تنتهى هذه الدورة البرلمانية على خير، وفى أسرع وقت، قبل أن نسمع عن سقوط ضحايا أو أن عضواً «فتح مطواة» على زميله أو «رشه بمية نار»، بمجرد خلاف فى الرأى.. ختاماً أعتذر عن المصطلحات المستخدمة، ولكنها أقل تعبير عما يدور داخل مجلس «السب.. أم الشعب».. التوصيف متروك