ستتناول الورقة المحاور التالية :
1- معنى المشروع وأهميته.
2- إشكاليات تتعلق بالمشروع .
3- أهداف اللجنة الشبابية المنشودة .
4- أشكال النشاطات الممكنة لتحقيق الأهداف .
1- معنى المشروع وأهميته :
يندرج مشروع تشكيل لجنة شبابية في إعلان دمشق ضمن
توجه عام لدى مختلف أوساط المعارضة السورية للانفتاح على شرائح جديدة في
المجتمع السوري كون المشكلة الرئيسية التي واجهت المعارضة سياسياً وفكرياً
خلال مجمل السنوات الماضية هي الفشل في التواصل ومن ثم التأثير على الشعب
السوري بشرائحه المختلفة إذ بقي العمل المعارضاتي حبيساً ضمن مجموعات من
الناس أغلبهم معتقلون سابقون وأسر لمعتقلين حاليين أو سابقين أو مثقفون
وبعدد قليل جداً من المهتمين الجدد بالمشاكل السياسية لبلدهم والحقيقة أن
هؤلاء هم من يعتبرون بمثابة مقياس لنجاح المعارضة في الوصول إلى الناس .
ولقد كان للتوجه نحو الشباب أهمية خاصة تستمد من طبيعة المجتمع السوري
وتشكيل هرمه العمري إضافة إلى الميزات الخاصة لتلك الشريحة العمرية بالذات
وعلاقة تلك المميزات بالعمل السياسي والاجتماعي اليومي الذي تفتقره سورية
أشد الافتقاد .
تأتي أهمية المشروع في هذه المرحلة بالذات من شعور الجميع في سورية بتميز
الظرف السوري الحالي وإشكاليته إن كان من ناحية المعارضة أو من ناحية
المجتمع والتهديدات السياسية والثقافية والنفسية التي يعانيها المواطن
السوري والتي تمس وجوده السياسي والاجتماعي بل وانتماءه وهويته وحريته
وإنسانيته .
ورغم أن التوجه إلى الشباب لم يأخذ حتى الآن مداه الحقيقي بل ربما لا يزال
في إطار الأماني والرغبات إلا أن أي توجه بهذا الإطار يجب أن يدعم ويتم
محاولة تطويره .
المشروع ببساطة كما أراه يجب أن يتوجه بانفتاح كامل على آراء الشباب ورؤاهم
فيما يتعلق بالعمل الوطني في سورية وأن يثق بتطلعاتهم تجاه الوطن وطن
يريدون المشاركة في صنعه وبنائه بل وحبه ليشعروا بانتمائهم له هذا الشعور
الذي طالما سلب منهم ولطالما جعلهم في حالة ضياع وجودي .
2- إشكاليات تتعلق بالمشروع :
ربما ليس من المفيد لأي مشروع أن نبدأ بالبحث عن المشاكل فيه قبل أن يأخذ
فرصته ويبدأ لكن يبدو أن الطبيعة الخاصة للعمل السياسي المستقل في سورية
ومشاكله الأمنية والاجتماعية تحتم علينا أن نتطرق لبعض المشاكل المحتملة
وخصوصاً إذا كانت مشاكل قد عانت منها حالات شبابية أخرى كان لها دور فعال
أو ماتت قبل الولادة :
أ- ربما لن يكون من قبيل النزاهة أن نبحث في الضغوطات والإشكاليات التي
يتعرض لها الشباب في الوقت الذي يعاني منه الجميع شباباً ورجالاً وكهولاً
من شتى أنواع الملاحقة والتضييق والاعتقال لكن وبنفس الوقت إذا أردنا أن
نتحدث عن دخول الشباب في العمل الوطني علينا أن نحسب تبعات هذا العمل عليهم
وخصوصاً أن أي عمل شبابي أو حتى مشروع لعمل شبابي سيثير حفيظة الجهات
الأمنية بطريقة خاصة ، فإذا كان من الصعوبة في ظل غياب أي قوة رادعة لدى
المعارض أن يتم حماية هؤلاء الشباب فعلى الأقل يجب عدم المساهمة في تسهيل
اعتقالهم أو تخريب مشروعهم أو التخلي عنهم في اللحظة التي يحتاجون فيها إلى
العون ولو حتى معنوياً .
ب- للعمل الشبابي في أي مجتمع سماته الخاصة : آليات عمله ، آراؤه فيما يخص
قضايا معينة ، أسلوب إدارته ، بل وربما حتى أهدافه .
إن ضمان حرية العمل الشبابي وعدم التدخل فيه بقصد الوصاية أو الحماية ودعمه
عن طريق النقاش والنقد ضروري جداً لأي عمل مستقبلي .
إن عدم الثقة بالشباب ووسم كل جديد عندهم بالطائش والمتسرع وناتج عن حماسة
الشباب أمور نابعة من الشعور الأبوي التسلطي الذي يعاني منه مجتمعنا ككل في
الأسرة والمدرسة والحزب و.... الخ .
وإن عدم مواجهتنا لذلك التسلط الذي يتخفى وراء الحب والاهتمام والخوف على
مصلحة الشباب سيؤدي إلى إلحاق أي عمل شبابي بصف العمل المعارضاتي السائد
ولن يسمح له بخلق فرص جديدة وفتح آفاق أخرى حتى لو كانت الأخطاء كثيرة فنحن
هنا نتحدث عن تجربة جديدة بالكامل لم يدخلها أو حتى يسمع عن تجارب سابقة
مشابهة معظم شباب الوطن .
ت- ربما ينبغي لي أن أشير ولو إشارة بسيطة إلى علاقة اللجنة
الشبابية بإعلان دمشق وبصراحة أحبذ أن يكون الارتباط ارتباطا معنوياً
وفكراً أكثر منه تنظيمياً ليكون ذلك مقدمة للاستقلالية التي تضمن حرية
الحراك الشبابي وانفتاحه دون إلزام الشباب الذي يريد الاشتراك بالنشاطات
بهوية تنظيمية معينة .
3- أهداف اللجنة الشبابية المنشودة :
أ- السعي لنشر الأفكار الواردة في إعلان دمشق بين مختلف شرائح المجتمع
السوري وخصوصاً الشباب بصفتها تمثل التوافقات الأوسع للجانب الأكبر من
فصائل العمل العام في سورية والعمل على مناقشة هذه الأفكار لتوسيع نطاق
المشاركة والفهم لإعلان دمشق ليغدو وثيقة معروفاً ومفهوماً لدى طيف أوسع من
الشعب السوري وليخرج من كونه مجرد توافق سياسي بين أحزاب وجمعيات .
والعمل على مناقشة وتحليل الفقرات التي تسببت بإشكاليات لدى البعض
محاولة لتطوير الخطاب السياسي للمعارضة .
ب- العمل على التواصل مع مجموعات شبابية في مختلف أنحاء الوطن ومد جسور
التعارف بين الشباب السوري بغية التواصل والتفعيل والنظر في إمكانية عمل
مشترك يشارك فيه أكبر طيف ممكن من الشباب السوري .
ت- العمل على الاستفادة من مختلف المجالات المتاحة لنشر الثقافة
الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان .
ث- المساهمة في أي نشاط ثقافي وفكري وسياسي من شأنه أن يرفع سوية الوعي
بقضايا الإنسان والمواطنة .
4- أشكال النشاطات الممكنة لتحقيق الأهداف :
ينبغي على النشاطات أن تكون في مجال الممكن وأن تحقق الغاية المطلوبة منها
وأقصد بالممكن الاستعداد الشخصي والإمكانية المادية والأمنية .
ويمكن للنشاطات أن تترواح بين الرحلات الترفيهية بقصد التعارف إلى
المحاضرات والندوات إلى النشاطات الفنية والأدبية إلى العرائض والاعتصامات .
__________________